2011/05/02

أرملة عبد الوهاب المسيرى : المفكر الراحل كان أول المتنبئين بالثورة


د. هدى حجازي أرملة الدكتور


لم يمهله القدر لرؤية ثمرة دعواته الإصلاحية تتحقق على أيدى تلاميذه ومريديه، عبد الوهاب المسيرى لقب بفارس التغير، "العدالة والحرية والكرامة والإنسانيه " كلمات حملها المسيرى على عاتقه، قد لاتجده يحمل علم مصر ويهتف بتلك الكلمات فى بؤرة الميدان، ولكن الأكيد أن أفكاره ظلت محلقة بميدان التحرير، تدعم شباب الثورة وتنعى روح الشهداء، "اليوم السابع" التقى مع زوجة المسيرى لتفتح قلبها حول ذكرياتها مع المفكر الراحل عبد الوهاب المسيرى.

"أشاهد عبد الوهاب فى كل لحظة من لحظاتى فى المنزل والشارع فى هتافات ثوار التحرير وعلى سلالم نقابة الصحفيين"، هكذا بدأت هدى حجازى زوجة المفكر عبد الوهاب المسيرى الأستاذة بكلية البنات جامعة عين شمس، عندما تحدثت معها وحاولت معرفة شعورها تجاه تجاهل ذكرى المسيرى أول المتنبئين بالثورة التحرير، مؤكدة أنه فى بداية أعقاب الثورة أهدى بعض المفكرين والإعلامين ثورة 25 يناير لروح المسيرى كالمفكر عمار على حسن والإعلامى حمدى قنديل، مؤكدة أن نجاح الثورة أبهج قلبها

هدى حجازى أعربت عن تسامحها عن عدم تقديم تذكرة تليق بمقام المسيرى قائلة
"يكفينى تذكر تلاميذه له فى الميدان، وسيتذكره الكثيرون بعد أن تهدأ الأجواء الساخنة المسيطرة على الشارع المصرى"، لافتة بقولها "أرى المسيرى فى كل واحد منكم وفى كل من أحاطوه بالحب والتقدير، بل على العكس فاجعة رحيله تحولت لحافز لتحقيق حلمه لوطنه وأمته".


وبسؤالها عن ارتحال المسيرى فى مختلف الأفكار المتمثلة فى فكر الإخوان المسلمين ثم انضمامه لليسار المصرى "الحزب الشيوعى، أكدت حجازى أنه كان يبحث فى كل الأفكار، مؤكدا أنه من المؤسسين لحزب الوسط الإسلامى بعد 15 عامًا، قائلة "أبو العلا ماضى طلب من المسيرى أن يرأس الحزب، إلا أنه رفض اقتراحه".

وإتماما لما سبق أكدت حجازى أن جميع المثقفين انضموا فى بداية عمرهم الفكرى لخزان الإخوان المسلمين، ومن ثم ارتحلوا لمختلف التيارات الفكرية، قائلة "ارتحال الدكتور المسيرى كانت محاولة لفهم مايجرى حوله، مؤكدة أنه كان ولايزال يحترم الإخوان المسلمين، معللة تحوله عن فكر الإخوان بعدما فشل فى إيجاد إجابات عن تساؤلاته المختلفة فقرر الرحيل عنهم، مؤكدة أنه فى نهاية حياته كان ضمن مجموعة المفكرين الإسلاميين المستنيرين كفهمى هويدى، ومحمد سليم العوا.

وعن مشروع موسوعة " اليهود واليهودية والصهيونية " والتى استغرقت ربع قرن من عمر المفكر المسيرى قالت حجازى الموسوعة خرجت فى ثمانية أجزاء، مؤكدة أنه كان دائم القول "هم جماعة بشرية لابد أن تدرس كما تدرس الجماعات الأخرى"، فى محاولة لإيصال فكرة حقيقية عن عدو لم يكن يعرف عنه إلا من خلال كتاب " بروتوكولات صهيون".

وفيما يخص العقبات أكدت حجازى أن أكثر العقبات التى واجهت المسيرى كانت عقبات مادية فقط، وتطلبت توقف المشروع لأكثر من مرة، إلا أنهم استطاعوا التغلب على تلك العقبات.  



وعن رؤية المسيرى للنظام أكدت حجازى أن المسيرى كان يعتبره نظامًا لا يملك ما يقدمه للمواطن المصرى، قائلة "المسيرى رحمه الله كان مقتنعا أنه نظام أفسد مصر بدرجة "فوق الوصف"، مؤكدة أنه كان شديد التعاطف مع أمناء الشرطة المكلفين بالتعدى على المتظاهرين فى الوقفات الاحتجاجية "السلمية تحديدا" مؤكدا بقولها "كان يراهم مغيبين بفعل النظام".

وفيما يتعلق برؤية المفكر عبد الوهاب المسيرى حول مدى كفاءة جمال مبارك أكدت حجازى أن المسيرى كان يرفض فكرة التوريث جملة وتفصيلا، معتبرا افتقاد جمال لأى شىء جديد يمكن تقديمه للمصريين، قائله "التفاف مجموعة رجال الأعمال حول جمال انتقص كثيرا من أسهمه".

"مش هبطل" بتلك الكلمات كان يرد المسيرى عن سبل تعامل نظام مبارك مع حركات المسيرى الإصلاحية، حيث أكدت حجازى أنه رغم عمليات الاعتقالات التى كان يتعرض لها آل المسيرى، إلا أنها أكدت أنه كان مستمرا وثابتا على عزيمته فى الاستمرار

قالت المسيرى "فى البداية خفت على المسيرى من انضمامه فى تأسيس حركة كفاية لظروفه الصحية والعمرية، إلا أن أعضاء كفاية أكدوا لى أنهم سيحمونه بأنفسهم، وبالفعل هذا ماحدث فى إحدى المظاهرات وأثناء محاولات الأمن الاحتكاك بالمسيرى وجدت تلاميذه وشباب حركة كفاية حملوه على الأعناق لمنع الأمن من المساس به".

وعن رفض الدولة معالجة المفكر المسيرى على نفقتها أكدت حجازى أنه تلقى عرضاً من ثلاثة أمراء عرب لعلاجه إلا أنه رفض، مضيفه بقولها "لم يحزن ولم يبحث فى الأسباب، فعندما يكون النظام فاسداً تتوقعين منه أى شىء"، مؤكدا أنه كان متفائلا لأكثر درجة قائلة "لم أر إنساناً لديه هذا القدر من التفاؤل، مؤكدة أنه تقدم بطلب لأسامة الباز، إلا أنه بعد إجراء العملية واقتراب إنهائه لفترة العلاج اتصل بنا أحد المسئولين بعد عامين ليقول الطلب يدرس".

واختتمت حجازى حديثها أنها لن تنسى موقف المسيرى فى التصميم على بث العلم ونشر المعرفة بين تلاميذه، عندما ألغيت له ندوة فى ساقية الصاوى على آخر وقت دون معرفة أسباب تذكر، قام بجمع التلاميذ ورواد الندوة واجتمع بهم على الحشيش فى حديقة الشارع.